ابداعات الدكتور محمد عشماوى نقلا عن الامام الشيخ محمد الغزالى
غزاليات…أمتنا فى سباق مع أمم
لو كانت أمتنا حين تكاسلت
واستنامت تعيش على ظهر الأرض وحدها لكان
وزر تخلفها على رأسها٬ تعافى منه فى شئونها قلت أوكثرت!! لكن أمتنا فى سباق مع أمم
أخرى لاتنام! أم لارسالة لها٬ أو لها رسالة مادية محدودة قوامها الباطل والهوى. ومع ذلك
فإن المبطلين يسابقون الريح نشاطا وعزيمة٬ ونحن ممثلى الحق جاثمون على الثرى٬ ننظر
ادم افضل الخلق
ببرود أو بلاهة إلى الآخرين٬ ولا نعى من رسالتنا شيئا ذا بال.. الآدمية فى كتابنا علم عجزت
عنه الملائكة٬ وظفر به آدم وحده٬ لذلك فاستحق الخلافة فى الأرض! والآدمية فى حياتنا طعام
وسفاد٬ وتحاسد وتفاخر٬ أى هى الحيوانية الهابطة . الآخرون سيروا الأقمار الصناعية٬
وأرسلوا مركبات الفضاء تزودهم بمزيد من المعرفة.. وفى الوغى لهم أظافر تخنق وتذبح
وتصعق٬ وتفعل المنكر بعدوها.. أما نحن فقد نتودد لهم مشترين من أسواقهم٬ أو متزودين
من غنائمهم٬ أو مستعيرين من أسلحتم مانحتاج إلى تعلمه منهم٬ قبل أن نحسن
استخدامه!! أنا ما أشك فى أن هناك عطبا أوكسرا أو تلفا فى كياننا الفكرى والنفسى٬
اهل الراى لهم مكانتهم فى العالم الغربى
جعلنا فى هذا الوضع المهين٬ وما نصح أبدا إلا بذهاب هذه العاهات٬ وعندئذ نصنع
كمايصنعون.. وقد أنظر إلى أنظمة الحكم هناك٬ فأجد القادة بلغوا فى ثقافتم أعلى شأن و٬
وفى تجربتهم أعظم خبرة.. ومع اقتدارهم على الرأى السديد فهم يستشيرون أهل الخل
والعقد فى بلادهم٬ ولذلك يستمعون بإخلاص إلى الرأى الآخر٬ وإلى النصح المجرد٬ وكأن على
لسان كل منهم كلمة أبى بكر وليت عليكم ولست نجيركم٬ إن رأيتم خيرا فأعينونى٬ وإن رأيتم شرا فقوموق
. أما نحن فقد وقعت أمورناء بين أيدى أقزام متعالمين متطاولين٬ لاندرى
من أين جاءوا٬ ثم نسمع الواحد منهم يقول فى صلف ورهو: ما اريكم إلا ما ارى٬ وما أهديكم إلا سبيل الرشاد
!! قائد الحق تجرى على لسانه صيحة فرعون- قبحه
االله- وقائد الباطل تجرى على لسانه كلمة الصديق رضى االله عنه!! اس يرء ايه موازنة تلك٬
وما يكون المصير مع هذا البلاء٬ فى الاحوال السياسية والعمرانية التى تسود أرض
الإسلام..؟ وشىء آخر ما نستحى من ذكره بعدما لفحنا دخانه وشروره. فقد كان لتعمق
اسرار الكون اكتشفوها
غزاليات…أمتنا فى سباق مع أمم
الأوربيين فى العلوم الكونية أثره فى انفتاح أبواب الغنى عليهم..لذلك إن القوى والأسرار التى
اكتشفوها كانت مفاتيح لخزائن السموات والأرض٬ فلا غرابة فى ارتفاع مستوى معيشتهم٬
ولاغرابة فى اتساع دائرة الرفاه والتنغم لديهم! انهم استثاروا الأرض وعمروها أكثر مما
عمرها غيرهم٬ فخدمهم الرطب واليابس٬ والسائل والجامد٬ والحديد والذهب٬ والتراب
والهواء٬ وتوشك أن تأخذ الأرض زخرفها٬ وتزدان وتتحول إلى خادم طمع لأطماع الإنسان..!!
أى إنسان؟ الإنسان الذى عرف الخلق ولم يعرف الخالق٬ والذى يحسن أهواءه فى بدنه
امما كبيرة تذلها الديون
وفى دنياه٬ ولايدرى عن وحى االله شيئا له وزن٬ ولايقدم للآخرة شيئا يكون له ذخرا!! وما
أشك فى أن المسلمين يحملون من هذا التناقض وزرا كبيرالذلك ٬ فهم ماتذوقوا الحق الذى
اصطفاهم االله له٬ ولا حملوه إلى الناس كى ينفعوهم به.. ونشأ عن ذلك أن جماهير
المسلمين فقيرة كسيرة الجانب.. والثراء الذى ناله بعضهم عارئة من الاتصال بالأجانب
والعمل لهم أو معهم إ! ونشأ عن ذلك أيضا أن أمما كثيفة العدد تذلها الديون التى أخذتها
وتكاد تنقض ظهرها٬ ومع الديون ربا مضاغف٬ ومعهما جميعا لادين ولا دنيا فى دنيا إلا مايظفر به الأذناب من فضلات الأرباب…
تراثنا الفكرى فى ميزان الشرع
محمد الغزالى
للمزيد من غزاليات اضغط هنا
للمزيد من الاخبار زوروا صفحتنا على الفيس بوك
لا تعليق