سياسة

مناورات “نسور الحضارة” بين مصر والصين تثير مخاوف إسرائيل

كتب: سعيد شريف

تتزايد حدة التوتر على الحدود بين مصر وإسرائيل مع تصاعد الانتشار العسكري المصري غير المسبوق في سيناء بالتزامن مع إجراء مناورات جوية مشتركة بين مصر والصين مما أثار قلقا واضحا في تل أبيب.

حيث اعتبرت إسرائيل هذه التحركات المصرية انتهاكا لاتفاقية “كامب ديفيد” في وقت تشهد فيه العلاقات بين الجانبين تدهورا سريعا منذ اندلاع الحرب في غزة.

وفي حديثه أوضح أستاذ العلاقات الدولية الدكتور حامد فارس خلال برنامج “غرفة الأخبار” أن “الطرف الذي يخرق اتفاقية السلام هو إسرائيل وليس مصر”.

وأشار إلى أن تل أبيب قامت بتحركات عسكرية في محور فيلادلفيا دون تنسيق وقصفت معبر رفح خمس مرات مما أدى إلى توقف الإغاثة ثم اتهمت القاهرة زورا بمنع المساعدات.

وأوضح فارس أن مصر قامت بتعزيز قواتها على الحدود لحماية أمنها القومي خاصة بعد ما اعتبره “تدشين إسرائيل لممر موراج” الذي يعد تهديدا خطيرا نظرا لقربه من سيناء وقدرته على رصد قطاع غزة والأراضي المصرية.

تسليح مصري متطور.. والطائرة الصينية تثير القلق

وأشار فارس إلى سياسة مصر في تنويع مصادر تسليحها والتي شملت صفقات مع فرنسا وروسيا بالإضافة إلى شراء طائرات “جي–31” الشبحية الصينية التي اعتبرها “تمنح سلاح الجو المصري تفوقا نوعيا” في المنطقة.

كما أضاف أن إسرائيل تسعى حاليا إلى التحرك دبلوماسيا في واشنطن بهدف منع أي صفقات تسليح إضافية لمصر خاصة في مجالات الدفاع الجوي والتكنولوجيا المتطورة بعد أن كانت قد رفضت سابقا تزويد مصر بطائرات “F-35” الأمريكية.

إسرائيل “تلعب بالنار”

أشار فارس إلى أن إسرائيل تسعى لإقحام مصر في معادلة الحرب متهمة القاهرة بتهريب الأسلحة إلى غزة على الرغم من أن معظم أسلحة حماس وفقا له “تعود أصولها إلى إسرائيل أو تصنع محليا”.

ووجه اتهاما لحكومة بنيامين نتنياهو بـ”خلط الأوراق واستخدام الأكاذيب لتضليل الرأي العام الإسرائيلي”.

وأكد أن الجيش المصري في حالة استعداد تام وأن القيادة السياسية المصرية “لن تسمح بتجاوز الخطوط الحمراء” مشددا على أن “القاهرة دولة لا تعتدي لكنها مستعدة للدفاع عن أمنها القومي بكل الوسائل”.

ورغم تصاعد التوتر أوضح فارس أن القاهرة لا تزال متمسكة بدورها كوسيط لوقف الحرب في غزة وتعمل بالتنسيق مع قطر والولايات المتحدة على اقتراح هدنة تمتد لسبع سنوات تتضمن صفقة لتبادل الأسرى ووضع ترتيبات جديدة لإدارة القطاع.

وأكد أن الاقتراح المصري الحالي لا يتضمن نزع سلاح حماس بل يهدف إلى “وضعه تحت رقابة” وهو ما يعتبره “نقطة مرونة” يمكن البناء عليها لتحقيق تفاهم شامل يضمن الأمن والاستقرار في المنطقة.

وفي ختام حديثه أشار فارس إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يخطط لزيارة السعودية والإمارات وقطر في منتصف مايو المقبل في محاولة لإحداث تقدم في ملف غزة قبل هذه الجولة معتبرا أن التوصل إلى هدنة قبل الزيارة أصبح هدفا دبلوماسيا واضحا للإدارة الأمريكية.