سياسة

مقترح جديد من حماس لإنهاء الحرب.. هل ستتخلى الحركة عن سلاحها؟

كتب: سعيد شريف

في ظل حالة من الجمود التي تسيطر على مفاوضات غزة تم الكشف عن مقترح جديد تم تقديمه لحركة حماس عبر وسطاء من مصر وقطر.

ويتضمن هذا المقترح هدنة تمتد من خمس إلى سبع سنوات مقابل الإفراج عن جميع الرهائن الإسرائيليين وانسحاب كامل للجيش الإسرائيلي من قطاع غزة.

وفي تطور ملحوظ أبدت حماس استعدادها لتسليم إدارة القطاع لأي كيان فلسطيني يتم التوافق عليه لكنها رفضت نزع سلاحها مما أعاد النقاش حول مستقبل غزة وما سيحدث بعد انتهاء الحرب.

إسرائيل ترفض.. وحماس تلوح بالهدنة

رفض رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إدراج بند إنهاء الحرب والانسحاب من غزة ضمن اتفاق التهدئة وهو ما تصر عليه حماس كشرط أساسي.

وأكد المحلل الإسرائيلي موشيه إلعاد أن “إسرائيل لن تقبل بوجود حماس سواء ككيان سياسي أو عسكري” مشددا على أن نزع السلاح ومغادرة حماس للقطاع هما شرطان لا يمكن التنازل عنهما في نظر الحكومة الإسرائيلية.

من جهة أخرى يعتبر المحلل السياسي الفلسطيني حسام الدجني أن اقتراح الهدنة طويلة الأمد يمثل خطوة واقعية نحو تحقيق حل مرحلي قد يمهد الطريق لاحقا لنزع السلاح في حال إقامة دولة فلسطينية.

وأكد أن السلاح بالنسبة لحماس يعتبر “وسيلة وليس غاية” ولن يتم التخلي عنه إلا في إطار تسوية شاملة تنهي الاحتلال وتحقق حل الدولتين.

وحسب الدجني فإن المقترح المتداول يتضمن:

  • تشكيل لجنة محلية لإدارة قطاع غزة من شخصيات غير مرتبطة بحماس.
  • هدنة قابلة للتمديد قد تصل إلى أكثر من سبع سنوات مما يتيح انخراطا سياسيا فلسطينيا ودوليا.
  • انسحاب إسرائيلي كامل من القطاع دون وجود مناطق عازلة أو قوات احتلال.
  • وقف الدعم الناري والانفتاح على مشروع سياسي مستقبلي.

تشير مصادر فلسطينية إلى أن وفدا من حماس سيزور القاهرة يوم الجمعة المقبل لاستكمال المفاوضات حول تفاصيل المقترح وسط معلومات عن انخراط غير مباشر من إدارة الرئيس دونالد ترامب عبر مبعوثه السابق آدم بولر الذي قدم “صفقة شاملة” تتضمن قضايا الأسرى وإعادة الإعمار وترتيبات الحكم.

هل يمكن لحماس أن تحتفظ بسلاحها بينما تسلم السلطة في غزة؟

يعتبر موشيه إلعاد أن هذا السيناريو “غير مقبول تماما” مشبها الوضع بوضع حزب الله في لبنان ومن جهته رد الدجني بأن “غزة ليست جنوب لبنان والمقارنة غير منطقية” مؤكدا أن الاحتلال هو السبب الجذري للأزمة وأن السلاح الفلسطيني لن يسلم دون إقامة دولة معترف بها على حدود 1967.

حماس: بين ضغوط الداخل وتحديات الميدان

تشير التحليلات إلى أن حركة حماس قد قدمت تنازلات ملحوظة مقارنة بمواقفها السابقة مما يثير تساؤلات حول تأثير التطورات الميدانية والخسائر التي تكبدتها في غزة.

ومع ذلك يرفض الدجني وصف هذه الخطوات بأنها “تنازلات” مشددا على أن الحركة تأخذ بعين الاعتبار الظروف السياسية والمعيشية للشعب الفلسطيني وتسعى إلى “تفكيك الأزمة دون المساس بجوهر مشروع المقاومة”.

وبين التمسك الإسرائيلي بشرط نزع السلاح والموقف الحذر لحماس تبدو مفاوضات القاهرة والدوحة عند منعطف حاسم فإما أن تستغل الفرصة من خلال هدنة طويلة تبنى عليها ترتيبات واقعية أو يستمر الجمود مع تصاعد المخاوف من تصعيد جديد يهدد ما تبقى من غزة.

ومع تفاقم الخلافات يبقى السؤال: هل يمثل المقترح الجديد نقطة تحول نحو إنهاء الحرب أم أنه مجرد جولة تفاوضية أخرى تضاف إلى سلسلة المبادرات المعلقة؟