سياسة

شبح الحرب يعود ليخيم على غزة بينما تشهد الضفة “تهجيرا صامتا”

كتب: سعيد شريف

تعود أجواء الحرب لتخيم على قطاع غزة مع تزايد التهديدات الإسرائيلية بشن عملية عسكرية جديدة في المنطقة بينما تستمر عملية التهجير “الصامت” في الضفة الغربية.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن مسؤولا رفيع المستوى أشار إلى أن استئناف الحرب أصبح مسألة وقت موضحا أن هناك تفاهمات مع الولايات المتحدة في هذا الصدد.

كما أضاف أن تشكيل قيادة جديدة لهيئة الأركان الإسرائيلية قد يسهل تنفيذ هذه العملية العسكرية التي وصفها بأنها “لا مفر منها”.

في هذا السياق أكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة القدس الدكتور أمجد شهاب أن “إسرائيل تستخدم الحرب كوسيلة سياسية وعسكرية لتحقيق أهدافها الاستراتيجية في غزة” مشيرا إلى أن التصعيد العسكري هو مجرد أداة ضغط ضمن استراتيجيات أوسع.

من جانبه صرح الوزير السابق عن حزب الليكود أيوب قرا بأن “إسرائيل لا تمتلك خططا طويلة الأمد للحرب لكنها تسعى لضمان أمنها وإعادة الاستقرار إلى المنطقة”.

وأضاف: “لا توجد نية للاحتلال أو التصعيد بدون سبب ولكن لن يسمح بوجود تهديد مستمر من غزة”.

تهجير صامت وتوسع استيطاني في الضفة الغربية

في ظل التهديدات المتزايدة للحرب في غزة تشهد الضفة الغربية عمليات تهجير ممنهجة وتوسعا استيطانيا متزايدا تهدف إلى إعادة تشكيل التركيبة الديموغرافية والسياسية للمنطقة.

ويشير أمجد شهاب إلى أن “ما يحدث في الضفة الغربية هو عملية تطهير ديموغرافي تدريجية حيث يتم تهجير الفلسطينيين من أراضيهم بشكل صامت مع فرض قيود صارمة على البناء والتنقل في ظل توسع المستوطنات غير القانونية”.

من جانبه دافع الوزير السابق أيوب قرا عن السياسة الإسرائيلية مؤكدا أن “إسرائيل لا تحتل بل تسعى للحفاظ على أمنها في مواجهة التهديدات المتكررة” مشددا على أن “الاستيطان جزء من استراتيجية إسرائيل الأمنية”.

صفقة تبادل الأسرى والتصعيد المستمر

تتزايد حدة التوتر في غزة في أعقاب تعثر صفقة تبادل الأسرى الأخيرة حيث تتهم حركة حماس إسرائيل بعدم الالتزام بالإفراج عن 600 أسير فلسطيني مقابل إطلاق سراح 6 إسرائيليين.

وفي تصريح له قال المتحدث باسم حماس حازم قاسم إن “إسرائيل تعرقل تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق على الرغم من التزام الحركة ببنوده” مشيرا إلى أن “الاحتلال يستغل التصريحات الأمريكية الأخيرة لتشديد موقفه ورفض تنفيذ ما تم الاتفاق عليه”.

من جهة أخرى يرى الوزير السابق أيوب قرا أن “أي تأخير في تنفيذ الاتفاقيات يعود إلى مخاوف أمنية مشروعة” معتبرا أن “استمرار حماس في سياساتها يزيد من تعقيد الوضع مما يجعل الحلول الدبلوماسية أكثر صعوبة”.

تصاعد التوتر في الضفة الغربية واستفادة إسرائيل من الدعم الأمريكي

في ظل هذه المستجدات تواصل إسرائيل تنفيذ سياساتها الاستيطانية في الضفة الغربية مستفيدة من الدعم الأمريكي غير المشروط.

ويشير الدكتور أمجد شهاب إلى أن “إسرائيل تستغل الغطاء السياسي الذي يقدمه لها الدعم الأمريكي سواء في الحرب على غزة أو في تهجير الفلسطينيين من الضفة”.

كما أضاف أن “استمرار الاستيطان يعد جزءا من سياسة ضم غير معلنة تهدف إلى خلق واقع جديد يفرض على الفلسطينيين”.

من جهة أخرى يؤكد أيوب قرا أن “إسرائيل تتبنى سياسات أمنية لا تهدف إلى التهجير بل تسعى إلى ضمان الاستقرار الإقليمي” مشيرا إلى أن “الإرهاب يمثل العقبة الرئيسية أمام أي تسوية سياسية مستدامة”.

مستقبل الفلسطينيين في ظل التصعيد الإسرائيلي

مع تزايد التهديدات والعمليات العسكرية يبقى مصير الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية غير واضح ففي غزة يلوح شبح الحرب في الأفق بينما تشهد الضفة الغربية عمليات تهجير هادئة تعيد تشكيل واقعها السياسي والديموغرافي.

ومع استمرار الدعم الأمريكي لإسرائيل يبدو أن أي حل سياسي لا يزال بعيدا في وقت تواصل فيه إسرائيل فرض حقائق جديدة على الأرض وسط انتقادات دولية وتحذيرات من تفاقم الأوضاع بشكل أكبر.