رفض دولي واسع لمخطط ترامب لتهجير أهل غزة ودعم لحقوق الفلسطينيين

كتب: سعيد شريف
أثارت الخطط الأمريكية المزعومة التي يقودها الرئيس دونالد ترامب لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة وإعادة إعمار المنطقة تحت السيطرة الأمريكية موجة من الرفض والانتقادات في العالم العربي.
تهدف هذه الخطط إلى فرض “صفقة القرن” كحل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي لكنها تواجه معارضة شديدة من دول عربية رئيسية مثل مصر والأردن والسعودية التي تؤكد على أهمية التوصل إلى تسوية سياسية شاملة بدل من التهجير القسري.
مصر: الحل السياسي هو الخيار الوحيد
أعلنت مصر من خلال تصريحات رسمية رفضها القاطع لأي محاولة لفرض واقع جديد في غزة يتضمن تهجير السكان وأكدت القاهرة أن الحل الوحيد يكمن في تحقيق تسوية سياسية شاملة تعزز حقوق الشعب الفلسطيني.
وأوضح هاني خلاف مساعد وزير الخارجية السابق وممثل مصر الأسبق في الجامعة العربية خلال حديثه لبرنامج “الظهيرة” على قناة سكاي نيوز عربية أن مصر تسعى لتوضيح موقفها الرافض دون التأثير على علاقاتها الاستراتيجية مع الولايات المتحدة.
وأضاف خلاف: تحتاج مصر إلى تطوير أفكار ملموسة تعبر عن موقفها تجاه إقامة دولة فلسطينية بما في ذلك تقديم تنازلات مرنة بشأن حدود الدولة.
الأردن: موقف حازم
يعتبر الأردن الذي يستضيف أكبر عدد من اللاجئين الفلسطينيين، أن أي تهجير جديد للفلسطينيين يعد “خط أحمر” وأكد الملك عبد الله الثاني العاهل الأردني أن بلاده لن تكون بديل عن فلسطين ولن تقبل بأي مخطط يهدف إلى تغيير التركيبة السكانية في المنطقة.
السعودية: موقف صارم
السعودية التي كانت تشارك في محادثات التطبيع مع إسرائيل أعربت عن رفضها القاطع لأي انتهاك للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وأكدت أن أي اتفاق مستقبلي يجب أن يستند إلى حل الدولتين وفقا للقرارات الدولية.
ترامب والمغامرة الخطيرة
وفقا لهاني خلاف تعكس تصريحات ترامب عدم احترامه لمواقف الدول العربية مثل مصر والأردن مما أدى إلى ردود فعل عربية متنوعة.
وأضاف: تصريحات ترامب تغير قواعد التعامل الأمريكي مع الشرق الأوسط وتقدم رؤية جديدة للمنطقة دون إشراك الأطراف المحلية.
وأشار خلاف إلى أن طبيعة ترامب تختلف عن رؤساء الولايات المتحدة السابقين حيث يتميز بالمغامرة والجرأة مما يشكل تهديد للتحالفات الأمريكية في المنطقة.
اجتماع عاجل للجامعة العربية لمناقشة مواقف الدول من الأحداث
أكد خلاف أن ردود الفعل العربية كانت متفاوتة حيث كانت السعودية الأكثر وضوحا في رفضها بينما سعت مصر والأردن للحفاظ على علاقاتهما الاستراتيجية مع الولايات المتحدة دون تصعيد الموقف.
وأضاف: مصر اكتفت بالتعبير عن موقفها الرافض لبعض السياسات دون التأثير على العلاقات القائمة.
ودعا خلاف إلى عقد اجتماع عاجل للجامعة العربية سواء على مستوى القمة أو وزراء الخارجية خلال الخمسة عشر يوما القادمة وأكد أن هذا الاجتماع يجب أن يعكس مواقف الدول التي لم تعبر عن أرائها حتى الأن بشأن الأحداث الجارية.
بناء تحالفات دولية
أوضح خلاف أن مصر تسعى إلى تشكيل تحالفات دولية مع نحو 21 دولة ترفض سياسة التهجير القسري.
وأضاف: الهدف هو تقديم أفكار عملية تساهم في تحقيق الأهداف المنشودة مع الحفاظ على العلاقة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة.
تواجه خطط ترامب لتهجير الفلسطينيين من غزة موجة من الرفض على الصعيدين العربي والدولي مما يضع الرئيس الأمريكي أمام خيارين: إما الاستمرار في مغامرته الخطيرة أو التراجع تحت ضغط الضغوط الإقليمية والدولية.
وفي ظل غياب موقف عربي موحد تبقى التساؤلات قائمة حول مستقبل هذه الخطط وتأثيرها على التحالفات الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط.