جيش الاحتلال يواصل تنفيذ عمليات اقتحام وإخلاء قسري في طولكرم

كتب: سعيد شريف

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها المتزايد على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الثامن والسبعين على التوالي ولليوم الخامس والستين على مخيم نور شمس.

يأتي ذلك في ظل تصعيد ميداني يتضمن اقتحامات وإخلاءات قسرية بالإضافة إلى وجود عسكري مكثف.

وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” يوم الاثنين بأن قوات الاحتلال أرسلت تعزيزات عسكرية تشمل آليات وفرق مشاة إلى المدينة ومخيميها حيث تنتشر في الشوارع الرئيسية والأحياء مما يعوق حركة تنقل المركبات والمواطنين ويخضعهم للتفتيش والتنكيل.

كما ذكرت الوكالة أن مخيم نور شمس شهد بعد منتصف الليل إطلاقا كثيفا للرصاص الحي تزامنا مع سماع دوي انفجارات وانتشارا واسعا لجنود الاحتلال في منطقة جبل النصر وسط حصار مشدد يمنع دخول أو خروج أي شخص من المخيم.

وأفادت التقارير بأن قوات الاحتلال أجبرت عدة عائلات فجر اليوم على إخلاء منازلها في المنطقة الواقعة بين حي الرشيد في ضاحية ذنابة وجبل النصر في مخيم نور شمس وذلك تحت زخات المطر في إطار سياسة الإخلاء القسري التي تتكرر يوميا منذ بداية العدوان.

وفي مخيم طولكرم انتشرت قوات الاحتلال بشكل مكثف بعد منتصف الليل في شوارع وأزقة المخيم حيث أطلقت الرصاص الحي إلى جانب القنابل الضوئية في ظل عمليات تفتيش وتمشيط واسعة.

وأصبح المخيم خاليا من سكانه بعد تهجيرهم قسرا من منازلهم ويفتقر تماما لمظاهر الحياة نتيجة تدمير البنية التحتية وتخريب وهدم وحرق المنازل والمنشآت.

كما استمرت قوات الاحتلال الليلة الماضية في عمليات الإخلاء القسري للسكان في محيط دائرة السير بالحي الشمالي للمدينة حيث أجبرت قاطني “عمارة النجار” على مغادرة المبنى خلال ثلاث ساعات فقط.

وتزامن ذلك مع استيلائها على عدد من المباني السكنية في شارع نابلس وتحويلها إلى ثكنات عسكرية مع تمركز آلياتها في محيطها حيث تجاوز عدد المباني التي استولى عليها الاحتلال 15 مبنى تضم مئات العائلات.

في الوقت نفسه يشهد شارع نابلس الذي يربط بين مخيمي طولكرم ونور شمس انتشارا مكثفا لآليات الاحتلال التي تضيق الخناق على المواطنين وتعترض حركة تنقلهم فقد أغلقت أجزاء من الشارع بسواتر ترابية في كلا الاتجاهين.

كما تشهد ضاحية ذنابة شرق المدينة تواجدا يوميا مكثفا لفرق المشاة خاصة بالقرب من منصات العطار ومحيط مسجد الفردوس حيث تقيم الحواجز الطيارة وتقوم بتوقيف المركبات وتفتيشها بدقة بالإضافة إلى التدقيق في هويات الركاب وغالبا ما تجبر المركبات على العودة وتمنع من المرور.

وأشارت التقارير إلى أن العدوان الإسرائيلي المتواصل على مدينة طولكرم ومخيميها أسفر عن استشهاد 13 مواطنا بينهم طفل وامرأتان إحداهما حامل في الشهر الثامن.

كما أسفر عن إصابة واعتقال العشرات وتسبب في نزوح قسري لأكثر من 4000 عائلة من مخيمي طولكرم ونور شمس بالإضافة إلى مئات العائلات من الحي الشمالي للمدينة بعد الاستيلاء على منازلهم وتحويل عدد منها إلى ثكنات عسكرية.

وتسبب العدوان في دمار شامل للبنية التحتية حيث تعرضت المنازل والمحلات التجارية والمركبات لأضرار جسيمة شملت الهدم الكلي والجزئي بالإضافة إلى الحرق والتخريب والنهب فقد دمر 396 منزلا بشكل كامل و2573 منزلا بشكل جزئي في مخيمي طولكرم ونور شمس كما تم إغلاق مداخلهما وأزقتهما بالسواتر الترابية.

وفي سياق متصل بدأت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم بشق طريق استعماري في أراضي بلدة الخضر الواقعة جنوب بيت لحم.

وأوضح المواطن أحمد عبد السلام السير لوكالة “وفا” أن قوات الاحتلال برفقة جرافة عسكرية اقتحمت منطقة “أم ركبة” في بلدة الخضر وبدأت بشق طريق استعماري يربط الطريق القائم خلف منزل الصرفندي الذي هدمته قوات الاحتلال الأسبوع الماضي وصولا إلى قرية أرطاس.

يذكر أن منطقة “أم ركبة” تعتبر المتنفس الوحيد للتوسع العمراني في بلدة الخضر وهي تتعرض لاعتداءات متكررة من قبل الاحتلال ومستوطنيه تتضمن هدم المنازل وإخطارات أخرى بالهدم ووقف البناء.