تصوير فضائي يكشف تعثر جديد يضرب «سد النهضة»
أظهرت الصور استمرار تدفق مياه سد النهضة من بوابتين من البوابات الست للمفيض العلوي.
أظهرت صور فضائية حديثة، تم التقاطها اليوم الخميس، أن سد النهضة لم يكتمل بعد، ولا يزال يعاني من التعثر، حيث توقفت التوربينات الأربعة عن العمل.
كما أظهرت الصور استمرار تدفق المياه من بوابتين من أصل ست بوابات في المفيض العلوي، حيث تصل كمية المياه المارة إلى حوالي 100 مليون متر مكعب يومياً.
وفي تعليقه على ذلك، أشار أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، الدكتور عباس شراقي، إلى أن استمرار تدفق المياه من سد النهضة عبر بوابتين فقط من أصل ست بوابات في المفيض العلوي يعني أن كمية المياه المتدفقة، التي تقدر بحوالي 100 مليون متر مكعب يومياً، ستشهد انخفاضاً بنهاية شهر نوفمبر الحالي. وأوضح أن هذه الكمية قد تصل إلى 55 مليون متر مكعب يومياً، وهو ما يمكن تلبية احتياجاته من خلال فتح بوابة واحدة فقط.
أشار إلى أن استمرار توقف التوربينات كما هو الحال الآن يدل على عدم اكتمال بناء السد، كما زعم رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد سابقًا. وتساءل: إذا كان بناء السد قد اكتمل، فأين هي فوائده من الكهرباء ومياه الشرب والزراعة؟ وأوضح أنه رغم وجود 60 مليار متر مكعب من المياه في بحيرة السد حاليًا، إلا أنه لم يتم زراعة أي قيراط حتى الآن، مما يعني عدم توفر الكهرباء من تشغيل التوربينات، وغياب المياه الكافية لزراعة مساحات جديدة من الأراضي.
أفاد الخبير المصري بأن مخزون سد النهضة مستقر عند منسوب 638 متراً، بإجمالي 60 مليار متر مكعب، منها 19 مليار متر مكعب تمثل التخزين الخامس الذي استمر من 17 يوليو حتى 5 سبتمبر 2024.
ولا يزال السد يشكل أزمة كبيرة بين مصر والسودان من جهة وإثيوبيا من جهة أخرى، حيث تتجاهل إثيوبيا دولتي المصب فيما يتعلق بالمسائل التشغيلية الخاصة بالسد، سواء في ما يتعلق بالملء أو تشغيل التوربينات، بالإضافة إلى تعنتها في الوصول إلى حل أو التوقيع على اتفاق قانوني ملزم.
أعلنت مصر في وقت سابق أن المفاوضات مع أديس أبابا بشأن السد قد توقفت، وأكدت احتفاظها بحقها في الدفاع عن مصالحها.
وانتهى الاجتماع الرابع والأخير من مسار المفاوضات بين الدول الثلاث، الذي تم إطلاقه العام الماضي بهدف تسريع التوصل إلى اتفاق حول قواعد الملء والتشغيل، بالفشل ولم يسفر عن أي نتائج.