سياسة

ترامب يقلل من تصرفاته المثيرة للجدل لمحاولة جذب الناخبين المعتدلين

قرر دونالد ترامب الرئيس السابق والملياردير البالغ من العمر 78 عاماً، الذي يشتهر بتصرفاته المثيرة للجدل، تخفيف لهجته في قضايا مثل الهجرة والإجهاض، لأن النهج الصارم لا يحظى بدعم الرأي العام، ويبدو انه الان اصبح يعتمد على نوع من الرقابة الذاتية في محاولة لجذب المزيد من الناخبين الاعتداليين.

في الأونة الأخيرة، أصبح برنامج الحزب الجمهوري الذي يدعمه ترامب في خطاباته يركز على ترك مسألة الإجهاض للولايات والتخلي عن المطالبة بحظره على مستوى البلاد.

من ناحية أخرى، انتقد ترامب، الذي سيصبح رسمياً مرشحاً للحزب الجمهوري في مؤتمر الحزب الأسبوع المقبل، وثيقة “مشروع 2025” التي تعتبر خريطة طريق للحكم وضعتها مؤسسة بحثية محافظة تضم عدداً من حلفائه المقربين.

وتعرضت هذه الوثيقة المؤلفة من 900 صفحة لانتقادات حادة بسبب دعواتها لترحيل الجماعي للمهاجرين وضعف المؤسسات الفدرالية. على الرغم من دفاع ترامب عن هذه الأفكار، إلا أنه انتقد المقترحات المذكورة في الوثيقة، وصفها بأنها “سخيفة تماماً وفظيعة”، دون تحديد أي منها بالضبط.

بالإضافة إلى ذلك، يصر ترامب على تمثيل “حزب المنطق السليم”، في محاولة لجذب الناخبين من جميع الاتجاهات.

قال ماثيو كوتينيتي من معهد الأبحاث “أميركان انتربرايز إنستيتيوت” إن ترامب يستغل هذه اللحظة لجذب عدد أكبر من المؤيدين من خارج قاعدته المحافظة المعتادة. وصل ترامب إلى السلطة في عام 2016 عبر استراتيجية اعتمدت على عناصر عدة، أبرزها عملية إغراء متقنة لليمين الديني الذي قدم له العديد من الانتصارات. وعلى الرغم من هزيمته في عام 2020، ظلت هذه الفئة من الناخبين موالية له إلى حد كبير.

وفقاً لماثيو كوتنيتي، من الآن فصاعداً، “بات بإمكانه البدء في طرح برنامج وشخصية يمكّناه من جذب ناخبين من الائتلاف الديموقراطي”.

على الرغم من أنه كان يعرف بتصريحاته العنصرية والمثيرة للجدل، إلا أن دونالد ترامب أظهر تحكماً كبيراً على نفسه في المظهر على الأقل. لم ينخرط في النقاشات حول صحة وعقلية الرئيس جو بايدن كما كان معتاداً عليه. حتى في خطاباته حول الهجرة، بدت نبرته مختلفة عما كانت عليه في السابق، حيث كان يصف المهاجرين بأنهم “يسممون دماء بلدنا”.

لكن بالنسبة إلى جوليان زيليزر، أستاذ في جامعة برينستون، يجب على الجميع أن لا ينخدعوا. يؤكد المتخصص في علم السياسة أنه ليس هناك سبب للاعتقاد بأن دونالد ترامب قد غيّر مواقفه بشكل جوهري. ويضيف لوكالة فرانس برس أن استراتيجيته تتمحور حول الفوز، ولكن يجب أن تحدد نتائج ولايته ما إذا كان قد فاز أم لا.