سياسة

ترامب يرحب بالخطة العربية بشأن غزة.. هل ستقوم إسرائيل بتغيير المعادلة؟

كتب: سعيد شريف

في ظل تعقيدات المشهد السياسي وتصاعد الأوضاع في غزة ظهرت تطورات جديدة قد تعيد تشكيل معادلة الصراع حيث أبدى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب استعداده لمناقشة مقترح عربي يتضمن إعادة إعمار القطاع في إطار سياسي أوسع.

وعلى الرغم من أن هذه المبادرة تحظى بدعم عربي كبير إلا أن إسرائيل تتعامل معها بحذر إذ لم تعلن عن موقف واضح حتى الآن وفي الوقت نفسه يتم بحث سيناريوهات أخرى بعضها أكثر تشددا مثل خيار التهجير الجماعي لسكان القطاع.

وكشفت صحيفة جيروزاليم بوست أن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر “الكابينيت” يناقش إمكانية إنشاء وحدة خاصة في وزارة الدفاع تتولى إدارة عمليات الترحيل إلى دول أخرى مما يدل على أن الحكومة الإسرائيلية لا تستبعد هذا السيناريو رغم الجدل الواسع الذي يثيره.

محادثات واشنطن وحماس: هل هي خطوة تكتيكية أم تغيير استراتيجي؟

في خطوة غير مسبوقة بدأت الولايات المتحدة محادثات مباشرة مع حركة حماس وفقا لمصادر خاصة اقترحت واشنطن تمديد الهدنة في غزة لمدة شهرين وفتح المعابر لإدخال المساعدات الإنسانية مقابل الإفراج عن 10 رهائن إسرائيليين أحياء.

ومع ذلك لم تلق هذه المبادرة قبولا في إسرائيل بل أثارت العديد من التحفظات فقد اعتبر كوبي لافي المستشار السابق في وزارة الدفاع الإسرائيلية أن هذه الخطوة تحمل مخاطر كبيرة مشددا على أن إسرائيل تدرس جميع الخيارات المتاحة بناء على الوضع على الأرض.

وأشار إلى أنه إذا لم تتمكن واشنطن من تحقيق تقدم مع حماس فلن يكون أمام تل أبيب سوى استئناف الحرب بشكل أقوى.

ويعتقد لافي أن إسرائيل تعتبر هذه المفاوضات مجرد مناورة تكتيكية مؤكدا أن “حماس ليست جهة شرعية تمثل الفلسطينيين بل هي تنظيم مدعوم من النظام الإيراني ولا يمكن الوثوق في إمكانية التوصل إلى تسوية دائمة معها”.

التهجير.. خطة تواجه تحديات دولية وعربية

بينما يتناول العالم الحلول السياسية يبقى خيار التهجير مطروحا بقوة في الأوساط الإسرائيلية حيث يتم دراسة إمكانية نقل سكان غزة إلى دول أخرى كجزء من خطة طويلة الأمد.

ويشير لافي إلى أن التهجير ليس مجرد فكرة عابرة بل هو خيار جدي يتم بحثه بعمق خاصة في ظل غياب أي ضمانات حقيقية لأمن إسرائيل.

ومع ذلك يواجه هذا السيناريو عقبات سياسية كبيرة إذ لا توجد أي دولة عربية أو غربية مستعدة لقبوله بشكل علني بالإضافة إلى أنه قد يؤدي إلى ردود فعل دولية غاضبة.

نتنياهو يراوغ.. هل الوقت في صالحه؟

في ظل هذه المستجدات يبدو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يمارس أسلوبه المعتاد في المراوغة السياسية فعلى الرغم من الضغوط المتزايدة التي تتعرض لها حكومته من واشنطن والعواصم الغربية للقبول بتسوية ما إلا أنه يتجنب تقديم أي تنازلات ملموسة مفضلا خلق حقائق جديدة على الأرض قبل الالتزام بأي اتفاق حقيقي.

ويبقى السؤال الأهم: هل ستتمكن الضغوط الدولية والعربية من دفع إسرائيل نحو قبول تسوية سياسية أم أن نتنياهو سيستطيع مرة أخرى كسب الوقت وإعادة تشكيل المشهد وفقا لأجندته الخاصة؟