انفجار ميناء بندر عباس بجنوب إيران.. هل هناك مصلحة لإسرائيل في ذلك؟

كتب: سعيد شريف
بعد وقوع انفجار ضخم في ميناء الشهيد رجائي بمدينة بندر عباس جنوبي إيران يوم السبت تثار تساؤلات حول احتمال تورط إسرائيل في الحادث وما إذا كانت لديها مصلحة في ذلك في ظل المفاوضات الأمريكية الإيرانية بشأن البرنامج النووي لطهران.
أسفر الانفجار عن إصابة 516 شخص ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان هناك وفيات وأفادت وكالة أنباء “تسنيم” بأنه تم تعليق جميع الأنشطة في الميناء حتى تمكنت قوات الأمن والإغاثة من السيطرة على الوضع بسرعة.
ونشرت وسائل الإعلام المحلية مقاطع تظهر رجالا مصابين ممددين على الأرض يتلقون العلاج وسط حالة من الفوضى.
ويعتبر ميناء الشهيد رجائي من الموانئ الاستراتيجية في إيران حيث يركز بشكل رئيسي على حركة الحاويات ويحتوي على خزانات نفطية ومنشآت بتروكيماوية.
من جهته يرى نضال كناعنة محرر الشؤون الإسرائيلية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيتوخى الحذر بشأن التورط في الانفجار مشيرا إلى أنه “لن يرغب في إثارة مواجهة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حتى لا يغضبه”.
واستبعد كناعنة أن تقوم إسرائيل بتنفيذ عمل كبير كهذا بنفسها مشيرا إلى أنه إذا كانت إسرائيل فعلا وراء الانفجار فستستخدم مقاولا لتنفيذه عبر أطراف غير إسرائيلية.
وقد يكون هناك تشجيع ودعم إسرائيلي لكن التنفيذ سيكون بأيد إيرانية داخلية وذلك لتفادي الشبهات ولإرسال رسالة إلى إيران بأن اقتصادها يمكن أن يتعرض للضغوط من قبل إسرائيل بسهولة.
ورأى أن الرهان على هذا العمل ليس منطقيا حيث يمكن أن يتعرض نتنياهو للخسارة لأن مثل هذا الانفجار يمكن أن يتم احتواؤه من قبل إيران وأكد أن طهران لن ترد على هذا الهجوم إذ لا ترغب في تعكير صفو المفاوضات مع ترامب أو الانجرار وراء أهواء نتنياهو.
وأشار كناعنة إلى أن الانفجار إذا كان مدبرا من قبل إسرائيل لن يؤدي إلى إفشال المفاوضات الأمريكية الإيرانية بل سيثير غضبا أمريكيا وغضبا في المجتمع الدولي الذي يدعم المفاوضات بين واشنطن وطهران وإمكانية التوصل إلى حل سلمي وهذا ما يجعل نتنياهو يتجنب المخاطرة بشيء قد يغضب الجميع ويؤدي إلى توقف المفاوضات.
وأشار إلى أنه “في عام 2020 قامت إسرائيل بشن هجوم سيبراني على الميناء مما أدى إلى تعطيل العمل فيه لعدة أيام وتركز أنظار إسرائيل على ميناء بندر عباس وتسعى دائما لإرسال رسالة تفيد بأنها قادرة على تعطيله وبالتالي التأثير على الاقتصاد الإيراني”.
وأكد كناعنة أن نتنياهو يعتبر أن أي اتفاق نووي سيؤدي إلى انتعاش الاقتصاد الإيراني لذا فإن استهداف الميناء يعد خطوة منطقية بالنسبة لإسرائيل لكن ليس في الوقت الحالي ولا مع وجود الرئيس ترامب وأثناء المفاوضات حيث قد تترتب على ذلك نتائج عكسية لإسرائيل.
تعليق إٍسرائيل علي الإنفجار
أصدر الجيش الإسرائيلي أول تعليق له على الانفجار الضخم الذي وقع في ميناء بندر عباس جنوبي إيران يوم السبت.
وذكرت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية أن مسؤولين عسكريين أكدوا عدم وجود أي صلة للجيش الإسرائيلي بالحادث.
وقع الانفجار في وقت متزامن مع بدء الجولة الثالثة من المحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة في سلطنة عمان ولم يتضح بعد سبب الانفجار.
وأوضح مسؤول محلي مختص بإدارة الأزمات في تصريح للتلفزيون الرسمي أن “الانفجار ناتج عن انفجار عدة حاويات مخزنة في منطقة رصيف ميناء الشهيد رجائي نحن الآن نقوم بإسعاف المصابين ونقلهم إلى المراكز الطبية”.
تستمر جهود إخماد الحريق وأفادت إدارة الجمارك في الميناء بأنه يتم إخلاء الشاحنات من المنطقة مشيرة إلى أن ساحة الحاويات التي وقع فيها الانفجار قد تحتوي على “بضائع خطرة ومواد كيميائية”.
وأوضح التلفزيون الرسمي أن “الإهمال في التعامل مع المواد القابلة للاشتعال كان عاملا مساهما” في حدوث الانفجار.
كما أصدرت الشركة الوطنية لتكرير وتوزيع المشتقات النفطية بيانا أكدت فيه أن منشآت النفط لم تتأثر بالانفجار مضيفة: “الانفجار والحريق في ميناء الشهيد رجائي ليس لهما أي صلة بالمصافي أو خزانات الوقود أو مجمعات التوزيع أو خطوط أنابيب النفط المرتبطة بالشركة”.
وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن الانفجار أدى إلى تحطيم نوافذ على بعد عدة كيلومترات وتم تداول مقاطع فيديو على الإنترنت تظهر سحابة من الدخان تتصاعد بعد الانفجار.
وأفادت وكالة أنباء “فارس” بأن دوي الانفجار سمع في جزيرة قشم التي تقع على بعد 26 كيلومترا جنوب بندر عباس.
يذكر أن أجهزة الكمبيوتر في الميناء نفسه تعرضت لهجوم إلكتروني في عام 2020 مما تسبب في اضطرابات كبيرة في المسارات المائية والطرق المؤدية إلى المنشأة.
كما أشارت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية إلى أن إسرائيل، التي تعتبر العدو الإقليمي لإيران قد تكون وراء هذا الهجوم كنوع من الرد على هجوم إلكتروني إيراني سابق.
ووفقا لمصلحة الجمارك الإيرانية يحتمل أن يكون سبب الانفجار الذي وقع في ميناء شهيد رجائي ناتجا عن تخزين البضائع الخطرة والمواد الكيميائية في المنطقة.
وبعد الانفجار الذي حدث في رصيف ميناء شهيد رجائي صباح اليوم أوضحت مصلحة الجمارك الإيرانية أن الحادث وقع في منطقة حاويات “سينا” التابعة لمنظمة الموانئ والملاحة البحرية.
أفاد مدير عام إدارة الأزمات في محافظة هرمزغان التي تتبع لها مدينة بندر عباس أن سبب الحادث لا يزال غير معروف.
ويعتقد أن تخزين البضائع الخطرة والمواد الكيميائية في الميناء هو السبب المحتمل للانفجار الذي وقع في دائرة قطرها 2 كيلومتر من المبنى الإداري للجمارك وقد أصيب عدد من موظفي الجمارك نتيجة سقوط السقف وانهيار المعدات وتكسر نوافذ المبنى الإداري.
ومن الجدير بالذكر أن مدينة بندر عباس قد شهدت حوادث مشابهة في الماضي بما في ذلك انفجارات في مصافي النفط وتسربات غازية.