سياسة

“وقف إطلاق النار 45 يوما”.. تفاصيل الاقتراح الإسرائيلي لتهدئة جديدة في غزة

كتب: سعيد شريف

كشفت مصادر خاصة عن تفاصيل مقترح الهدنة الإسرائيلي الذي يهدف إلى وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في غزة يتضمن هذا المقترح بدء مفاوضات لوقف إطلاق النار ونزع سلاح حماس في اليوم الثالث من الهدنة.

كما ينص المقترح على أن تقوم حماس بالإفراج عن خمسة أسرى في اليوم الثاني من الهدنة تليها إعادة انتشار القوات الإسرائيلية في رفح فور إطلاق سراح المحتجزين الخمسة.

وفي اليوم السابع ستقوم حماس بالإفراج عن أربعة أسرى مقابل 54 أسيرا فلسطينيا محكوما بالمؤبد بالإضافة إلى 500 معتقل تم اعتقالهم بعد 7 أكتوبر.

وبعد إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين في اليوم السابع سيقوم الجيش الإسرائيلي بإعادة انتشار قواته في المناطق الشرقية من شارع صلاح الدين وفقا لما ورد في المقترح.

وأشارت مصادر إلى أن إسرائيل اشترطت الإفراج عن محتجزيها دون إقامة مراسم علنية.

يشير الاقتراح الإسرائيلي إلى ضرورة “وضع آلية متفق عليها لضمان وصول المساعدات إلى المدنيين فقط” كما ينص على أنه “بعد الإفراج عن الأسرى الخمسة ستدخل المساعدات والمعدات اللازمة لإيواء النازحين في قطاع غزة”.

وفي سياق متصل أفادت مصادر بأن الولايات المتحدة وإسرائيل ربطتا عملية إعادة إعمار غزة بشرط أن تكون المنطقة خالية من السلاح مع التأكيد على ضرورة نزع سلاح حماس كشرط لوقف إطلاق النار.

من جهة أخرى أعلنت مصادر مصرية أن القاهرة تلقت اقتراحا إسرائيليا بشأن وقف مؤقت لإطلاق النار في غزة تمهيدا لبدء مفاوضات تؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار.

وأوضحت المصادر لقناة “القاهرة الإخبارية” أن مصر قامت بتسليم الاقتراح الإسرائيلي إلى حركة حماس وتنتظر ردها في أقرب وقت ممكن.

ونقلت وسائل الإعلام المصرية عن أحد قياديي حماس قوله: “المقترح الإسرائيلي لا يتضمن التزاما بوقف الحرب بشكل كامل بل يسعى فقط لاستعادة الرهائن والحركة مستعدة لتسليم جميع الرهائن دفعة واحدة مقابل وقف الحرب وانسحاب القوات من قطاع غزة”.

كما أفادت مصادر فلسطينية لقناة “العربية” بأن حماس تدرس المقترح الإسرائيلي الحالي وستقوم بالرد على الوسطاء الذين أبلغوا الحركة بشروط إسرائيل المتعلقة بتسليم السلاح مقابل وقف إطلاق النار.

وفي سياق متصل ذكرت مصادر من حماس اليوم الاثنين أن الحركة أبدت استعدادها للتحول إلى حزب سياسي ولا تعارض مغادرة بعض قادتها لقطاع غزة بشرط عدم ملاحقتهم.

وأشارت المصادر إلى أن عدم موافقة إسرائيل على وقف الحرب والانسحاب من قطاع غزة هو ما أدى إلى انهيار المفاوضات.

التحول إلى حزب سياسي

ذكرت مصادر من حركة حماس يوم الاثنين أن الحركة أبدت استعدادها للتحول إلى حزب سياسي وأعربت عن عدم ممانعتها لرحيل بعض قادتها من قطاع غزة بشرط عدم ملاحقتهم.

وأوضحت المصادر أن رفض إسرائيل لوقف الحرب والانسحاب من قطاع غزة هو السبب وراء انهيار المفاوضات.

في وقت سابق من اليوم صرح المسؤول في حماس طاهر النونو بأن الحركة مستعدة للإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين مقابل وقف إطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة.

كما أجرى وفد حماس المفاوض برئاسة خليل الحية رئيس الحركة في قطاع غزة عدة اجتماعات مع مسؤولين مصريين معنيين بملف المفاوضات بمشاركة مسؤولين قطريين يوم الأحد في القاهرة حيث تسعى حماس والدولتان الوسيطتان إلى تقريب وجهات النظر بين حماس وإسرائيل بهدف إنهاء الأزمة وتثبيت وقف إطلاق النار.

ضمانات تنفيذ الاتفاقية

صرح طاهر النونو المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحماس لوكالة فرانس برس بأن “حماس مستعدة لإطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين في مقابل صفقة تبادل جدية تتضمن وقف الحرب وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة بالإضافة إلى إدخال المساعدات”.

واتهم النونو إسرائيل بتعطيل الاتفاق مشيرا إلى أن “المشكلة ليست في عدد الأسرى بل في تنصل الاحتلال من التزاماته مما يعوق تنفيذ اتفاق وقف النار ويستمر في الحرب”.

وفيما يتعلق بضمانات تنفيذ الاتفاق أكد النونو على ضرورة وجود ضمانات تلزم الاحتلال بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه وأوضح أن “حماس أظهرت إيجابية ومرونة كبيرة تجاه الأفكار المطروحة خلال المفاوضات المتعلقة بوقف النار وتبادل الأسرى”.

وأضاف أن “الاحتلال يسعى لإطلاق سراح أسراه دون التطرق إلى القضايا المتعلقة بالمرحلة الثانية والتي تشمل وقف النار الدائم والانسحاب الكامل من قطاع غزة”.

وأفاد مصدر مطلع لوكالة فرانس برس بأن وفد حماس قد أنهى اجتماعاته مع المسؤولين المصريين والقطريين في القاهرة دون تحقيق أي تقدم ملموس.

من جهة أخرى ذكر موقع “واي نت” الإخباري الإسرائيلي يوم الاثنين أنه تم تقديم اقتراح جديد لحماس يتضمن الإفراج عن 10 أسرى أحياء مقابل ضمانات أمريكية لدخول إسرائيل في مفاوضات حول مرحلة ثانية من وقف إطلاق النار.

وفي هذا السياق نفت مصادر مصرية وفلسطينية نقلت عنها وكالة رويترز وجود أي تقدم في محادثات غزة وأوضحت المصادر أن حماس طلبت مهلة للرد على الاقتراح الأخير مشيرة إلى أن الحركة متمسكة بضرورة وقف الحرب في أي اتفاق محتمل.

أفاد مصدر مصري لوكالة رويترز بأن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي طلب ضمانات دولية بشأن اتفاق الهدنة المحتمل.

وقف النار الدائم والانسحاب الإسرائيلي

بدأت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في 19 يناير وشملت عدة دفعات لتبادل الأسرى إلا أن الاتفاق انهار بعد شهرين.

وتعثرت جهود الوسطاء في التوصل إلى هدنة جديدة بسبب الخلافات حول عدد الأسرى الذين ستقوم حماس بالإفراج عنهم بالإضافة إلى قضايا وقف النار الدائم والانسحاب الإسرائيلي من القطاع.

من جهة أخرى صرح النونو بأن “سلاح المقاومة يمثل خطا أحمر ولا يمكن التفاوض بشأنه” مضيفا أن “استمرار سلاح المقاومة مرتبط بوجود الاحتلال”.

وشنت إسرائيل حربا “عنيفة” على قطاع غزة عقب هجوم غير مسبوق نفذته حماس في 7 أكتوبر 2023 وأسفر هذا الهجوم عن مقتل 1218 شخصا معظمهم من المدنيين وفقا لتعداد أجرته وكالة فرانس برس استنادا إلى بيانات رسمية إسرائيلية.

كما قام مسلحو حماس بخطف 251 أسيرا ولا يزال 58 منهم محتجزين في غزة بينما أفاد الجيش الإسرائيلي بأن 34 منهم قتلوا.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أنه حتى صباح الأحد قتل 1574 فلسطينيا على الأقل منذ استئناف إسرائيل ضرباتها الجوية وعملياتها العسكرية في 18 مارس مما يرفع إجمالي عدد القتلى منذ بداية الحرب إلى 50944 فلسطينيا.