وزيرة الخارجية الفلسطينية: خطة ترامب مرفوضة ولا يمكن تنفيذها

كتب: سعيد شريف
تحدثت وزيرة الدولة لشؤون وزارة الخارجية الفلسطينية فارسين أغابكيان في تصريحاتها عن مجموعة من القضايا المهمة المتعلقة بالأزمة الفلسطينية مع التركيز على مسألة التهجير القسري لفلسطينيي قطاع غزة ورفض خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
كما أكدت على الموقف العربي الموحد تجاه القضايا الفلسطينية ودور السلطة الفلسطينية في إدارة الأوضاع في القطاع.
وفيما يتعلق بخطة ترامب أوضحت الوزيرة أنها غير مقبولة تماما ولا يمكن تنفيذها.
وقالت: من الأفضل أن نفكر في كيفية تثبيت الفلسطينيين على أرضهم بدلا من تهجيرهم.
وأضافت أن فكرة تهجير 2.3 مليون فلسطيني من قطاع غزة وإقامة “ريفييرا” على تلك الأرض هي خطة غير واقعية ولن تتحقق.
أكدت الوزيرة أن الشعب الفلسطيني وخاصة في قطاع غزة أظهر قوة كبيرة في مواجهة محاولات التهجير وأشارت إلى أن الفلسطينيين في غزة من أصغر طفل إلى أكبر شيخ يرفضون فكرة التهجير مؤكدة أن العودة إلى فلسطين هو المطلب الوحيد لهم.
الموقف العربي الموحد
وفيما يتعلق بالموقف العربي الموحد تحدثت الوزيرة عن دعم العالم العربي لفلسطين أكثر من أي وقت مضى خاصة فيما يخص قضية التهجير وأضافت: العرب اليوم يرفضون التهجير لأنه يشكل تهديدا ليس فقط للفلسطينيين بل لكل الدول العربية.
وأوضحت أن تهجير الفلسطينيين قد يزعزع الأمن والاستقرار في المنطقة بأكملها مشيرة إلى أن القمة العربية المزمع عقدها في نهاية الشهر الجاري بطلب من الجانب الفلسطيني ستتناول سبل تثبيت وقف إطلاق النار وإنهاء العدوان على القطاع بالإضافة إلى إيجاد آليات لتقديم المساعدات العاجلة.
وأكدت الوزيرة على أهمية هذه القمة في وضع استراتيجيات لإنهاء الاحتلال وتوفير شبكة أمان لشعب فلسطين بشكل عام وليس فقط في قطاع غزة حيث تواجه الأراضي الفلسطينية بأكملها هجمة شرسة.
رفض التهجير والتركيز على إعادة إعمار غزة
أكدت الوزيرة أنه بدلا من الانشغال بفكرة التهجير يجب أن نركز على كيفية إعادة إعمار قطاع غزة وجعله مكانا قابلا للحياة.
وأشارت إلى أن التهجير لن يحل المشكلة بل سيزيد من تعقيد الوضع مشددة على أهمية تأمين المأوى والغذاء والماء والكهرباء والخدمات الصحية والتعليمية للفلسطينيين في غزة.
وأضافت أن الخطط الإغاثية يجب أن تشمل تقديم مساعدات فورية للشعب الفلسطيني لتلبية هذه الاحتياجات الأساسية.
كما تناولت خطة إعادة إعمار غزة موضحة أن هذه الخطط موجودة وجاهزة وأنه من الضروري تمكين السلطة الوطنية الفلسطينية من إدارة القطاع وتقديم الخدمات اللازمة للشعب الفلسطيني.
الموقف الأوروبي والدعم الدولي
فيما يتعلق بالموقف الأوروبي أوضحت الوزيرة أن العديد من العواصم الأوروبية تظهر تعاطفا مع الفلسطينيين في مواجهة خطة ترامب وأن هناك تواصلا مستمرا مع الدول الأوروبية لتعزيز الموقف الفلسطيني.
وأشارت إلى أن هذا الدعم الدولي ينبغي أن يترجم إلى خطوات عملية تهدف إلى وقف التهجير وتثبيت وقف إطلاق النار وتعزيز المسار السياسي لإنهاء الاحتلال.
وفيما يخص الحل السياسي أكدت الوزيرة أن حل الدولتين يعتبر الحل الأمثل الذي ينبغي على المجتمع الدولي الالتزام به مشددة على أن جميع الإدارات الأمريكية السابقة كانت تدعو إلى هذا الحل.
وأضافت أن ترامب قد يتجاهل هذا الحل بشكل واضح إلا أنه يجب أن يدرك أن السلام لن يتحقق إلا من خلال احترام حقوق الفلسطينيين وإيجاد حل عادل لقضيتهم.
الضفة الغربية والمستوطنات
تناولت الوزيرة الوضع في الضفة الغربية مشيرة إلى الزيادة المستمرة في بناء المستوطنات غير القانونية على الأراضي الفلسطينية.
وأوضحت أن جميع الأنشطة الإسرائيلية في الضفة الغربية تعتبر غير شرعية وفقا للقانون الدولي حيث أكدت محكمة العدل الدولية في فتواها الأخيرة على ضرورة إنهاء الاحتلال.
وأضافت أن إسرائيل تسعى إلى مواصلة تهجير الفلسطينيين وتوسيع المستوطنات على حساب الأراضي الفلسطينية في الضفة.
وأكدت الوزيرة أن فلسطين لن تتنازل عن حقوقها في الضفة الغربية مشددة على أهمية تعزيز المواقف الدولية والعربية للضغط على إسرائيل لإنهاء الاحتلال.
دعم السلطة الفلسطينية وتحديات المستقبل
فيما يتعلق بالوضع الداخلي في قطاع غزة أكدت الوزيرة أن السلطة الفلسطينية هي الجهة الشرعية التي ينبغي أن تتولى إدارة القطاع بعد انتهاء الحرب.
وأشارت إلى أن السلطة مستعدة لتولي هذه المسؤولية ولديها خطط إغاثية تهدف إلى مساعدة الشعب الفلسطيني في غزة رغم التحديات التي تواجهها.
كما أوضحت الوزيرة أن هناك لجنة وطنية تعمل على الأرض بالتعاون مع فرق من موظفي السلطة الفلسطينية لتقديم الدعم الإغاثي والطبي للمحتاجين في غزة وتنسيق الجهود مع المؤسسات الدولية لضمان تقديم المساعدات بشكل فعال.
وأكدت الوزيرة على أهمية إيجاد حل سياسي مستدام للصراع الفلسطيني الإسرائيلي مشددة على أن الحل الوحيد يكمن في إنهاء الاحتلال وتحقيق حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة.
تظهر تصريحات وزيرة الدولة لشؤون وزارة الخارجية الفلسطينية فارسين أغابكيان رؤية واضحة وثابتة لمستقبل الشعب الفلسطيني وتؤكد على ضرورة التحرك الدولي والعربي بشكل عاجل لحماية حقوق الفلسطينيين والضغط على إسرائيل لإنهاء احتلالها.