سياسة

قادة جدد وإصلاح الأنفاق: هكذا تستعد حماس لاستئناف القتال في غزة

كتب: سعيد شريف

تواصل حركة حماس استعداداتها لعودة محتملة إلى القتال مع إسرائيل في قطاع غزة حيث تعمل على إعادة تنظيم قواتها العسكرية في وقت يسعى فيه الوسطاء للحفاظ على الهدنة وفقا لما ذكرته صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين يتواصلون مع الحركة أن الجناح العسكري لحماس قام بتعيين قادة جدد وبدأ في تحديد مواقع عناصره تحسبا لاستئناف القتال.

وأشارت المصادر إلى أن الحركة بدأت في إعادة تأهيل شبكة أنفاقها تحت الأرض كما وزعت منشورات على عناصرها الجدد حول كيفية استخدام الأسلحة في حرب العصابات ضد إسرائيل.

وتأتي هذه التحضيرات في وقت تسعى فيه كل من إسرائيل والولايات المتحدة إلى دفع حماس لتمديد الهدنة الحالية في غزة، وإطلاق المزيد من الرهائن قبل بدء مفاوضات صعبة تهدف إلى إنهاء الحرب بشكل دائم.

ومع ذلك لا تزال المواقف متباعدة بين الطرفين بشأن الشروط الأساسية لوقف الحرب بشكل نهائي إذ تطالب إسرائيل حماس بتسليم أسلحتها والتخلي عن أي دور لها في إدارة غزة وهو ما ترفضه الحركة حتى الآن.

من جانبها أكدت الولايات المتحدة التزامها بالوصول إلى مرحلة ثانية من الهدنة تشمل مفاوضات لإنهاء الحرب لكن الأمور لا تزال معقدة.

استعدادات للعودة إلى القتال

في ظل هذا التوتر تواصل حركة حماس استعداداتها لجولة جديدة من القتال بعد 15 شهرا من الحرب المدمرة في غزة.

وأفادت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن إبراهيم زين العابدين قائد حماس العسكري في شمال غزة عقد اجتماعا مع مساعديه في وقت سابق من هذا الشهر لمناقشة سيناريوهات الهجوم الإسرائيلي المحتمل محذرا من أن إسرائيل قد تبدأ بمحاولة استعادة ممر استراتيجي يفصل القطاع.

وتشير المعلومات إلى أن حماس قامت بتحويل الذخائر غير المنفجرة إلى عبوات ناسفة كما نشرت وحدات خاصة للكشف عن أجهزة التنصت التي قد يكون الجيش الإسرائيلي قد تركها لمراقبة تحركاتها.

توتر داخلي

بينما يواصل الجيش الإسرائيلي مراقبة خطط حماس لاستئناف القتال أفاد مسؤولون إسرائيليون في تصريحات لصحيفة “وول ستريت جورنال” بأن الحركة فقدت جزءا كبيرا من قوتها العسكرية خلال الحرب الأخيرة وأن خسائرها البشرية والقتالية أثرت بشكل ملحوظ على قدرتها على المواجهة.

فيما يتعلق بمستقبل الحركة هناك انقسام داخلي بين قادة حماس حول الاتجاهات المستقبلية حيث يصر بعض القادة في غزة على ضرورة الحفاظ على النفوذ العسكري للحركة بينما يميل قادة حماس في الدوحة إلى تبني نهج أكثر براغماتية خاصة فيما يتعلق بإدارة غزة بعد انتهاء الحرب.

تشير الصحيفة الأمريكية إلى أن تصريحات موسى أبو مرزوق المسؤول في حماس تعكس حالة التوتر الداخلي حيث أشار إلى أن الحركة قد تكون أخطأت في تقديراتها بشأن هجمات 7 أكتوبر 2023 التي كانت بداية الحرب ومع ذلك أكدت حماس التزامها بالقتال ضد إسرائيل معبرة عن تأييدها لتلك الهجمات.

في الوقت نفسه تواصل حماس استعراض قوتها من خلال الإفراج عن الرهائن والأسرى الفلسطينيين بالإضافة إلى تنظيم عروض عسكرية لإبراز قدرتها على إعادة بناء قوتها العسكرية واللوجستية.