حماس تعلق علي تعيين الشيخ نائبا لعباس.. يغفل أولويات شعبنا

كتب: سعيد شريف
أعربت حركة حماس في أول تعليق رسمي لها عن استنكارها لتعيين حسين الشيخ نائبا للرئيس الفلسطيني محمود عباس معتبرة أن هذه الخطوة تأتي استجابة لإملاءات خارجية وتكرس نهج التفرد والإقصاء بعيدا عن التوافق الوطني والإرادة الشعبية.
وأكدت الحركة أن هذا القرار يعكس إصرار القيادة المتنفذة في منظمة التحرير على الاستمرار في تعطيل مؤسساتها.
وفي بيانها أشارت حماس إلى أن “أولوية شعبنا الفلسطيني اليوم هي وقف العدوان وحرب الإبادة والتجويع وتوحيد الجهود لمواجهة الاحتلال والاستيطان بدلا من توزيع المناصب وتقاسم السلطة إرضاء لجهات خارجية”.
كما دعت الحركة جميع الفصائل والقوى الفلسطينية إلى رفض هذه الخطوة والتمسك بإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية على أسس وطنية وديمقراطية بعيدا عن الإملاءات والوصاية بما يعبر عن إرادة الشعب ويخدم قضيته العادلة.
يذكر أن اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية قد وافقت على اقتراح الرئيس محمود عباس بتعيين حسين الشيخ عضو اللجنة التنفيذية في منصب نائب رئيس اللجنة ونائب رئيس السلطة الفلسطينية وفقا لما أفادت به وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”.
وبناء على قرار اللجنة الصادر في 24 أبريل 2025 بإنشاء منصب نائب رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ونائب رئيس السلطة الفلسطينية تم ترشيح عباس حسين الشيخ لهذا المنصب.
ومن المقرر أن تعقد اللجنة التنفيذية اجتماعا آخر يوم السبت المقبل لاختيار أمين سر اللجنة من بين أعضائها وكان المجلس المركزي الفلسطيني الذي يتكون من 188 عضوا قد صوت يوم الخميس على إنشاء منصب نائب الرئيس.
وفي منشور له عبر صفحته الرسمية على منصة “X” أعلن الشيخ عن اختياره لهذا المنصب حيث كتب: “أعاهدكم عهد بلادنا أن نبقى جنودا أوفياء لشعبنا وتضحياته”.
تمهيد لخلافة عباس
يعتقد مسؤولون فلسطينيون ومحللون أن تعيين الشيخ يمهد الطريق لخلافة عباس في قيادة منظمة التحرير مما يجعله مرشحا قويا لرئاسة السلطة الفلسطينية في حال إجراء انتخابات.
ونقلت وكالة فرانس برس عن عارف جفال مدير مركز المرصد للرقابة على الانتخابات قوله: “يمكن أن تكون هذه الخطوة تمهيدا فعليا لخلافة عباس” مشيرا إلى أنها جاءت نتيجة ضغوط خارجية حيث إن التغيير غالبا ما يحدث تحت تأثير هذه الضغوط وأضاف: “للأسف الضغوط الداخلية من أجل الإصلاح والتغيير شبه معدومة”.
وكان الرئيس الفلسطيني قد تعهد خلال اجتماع القمة العربية الطارئة الذي عقد في القاهرة في الرابع من مارس الماضي بـ”إعادة هيكلة الأطر القيادية للدولة الفلسطينية وإدخال دماء جديدة في منظمة التحرير وحركة فتح وأجهزة الدولة”.
ومنذ ذلك الحين أجرى عباس تغييرات إدارية ملحوظة خاصة في الأجهزة الأمنية الفلسطينية.
ويعتبر هاني المصري مدير المركز الفلسطيني للإعلام والأبحاث والدراسات أن هذا الإجراء “ليس إصلاحيا بل هو استجابة لضغوط خارجية ومع ذلك فإنه لا يلبي المتطلبات الخارجية والمطلوب هو تعيين نائب لرئيس السلطة يتولى صلاحيات السلطة خلال فترة غياب الرئيس”.
وفي قمتهم اتفق القادة العرب على خطة لإعادة إعمار غزة وضمان عودة السلطة الفلسطينية إلى القطاع ودعوا إلى توحيد الصف الفلسطيني تحت مظلة “منظمة التحرير الفلسطينية” التي تضم ممثلين عن جميع الفصائل الفلسطينية باستثناء حركتي حماس والجهاد الإسلامي.
أما حسين الشيخ فهو شخصية مقربة من الرئيس محمود عباس ويبلغ من العمر 64 عاما ولد في مدينة رام الله بالضفة الغربية لعائلة لاجئة من دير طريف.
قضى الشيخ أكثر من عشر سنوات في السجون الإسرائيلية خلال أواخر السبعينات وأوائل الثمانينات.
برز اسمه عندما تولى رئاسة الهيئة العامة للشؤون المدنية الفلسطينية برتبة وزير وهي الهيئة المسؤولة عن تنظيم العلاقة مع الجانب الإسرائيلي في الأمور الحياتية اليومية للفلسطينيين ومن الجدير بالذكر أن الشيخ يتقن اللغة العبرية التي تعلمها أثناء فترة سجنه.
وفي عام 2022 تم تكليف الشيخ بأمانة سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حيث تولى مسؤولية دائرة المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي بعد وفاة صائب عريقات في عام 2020.
قبل ذلك عين الرئيس الفلسطيني الشيخ رئيسا للجنة السفارات الفلسطينية في الخارج.
ويعتبر الشيخ أن الأولوية في العمل الفلسطيني يجب أن تركز على إنهاء الحرب في غزة وتعزيز السيطرة والولاية لمنظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية على كل من قطاع غزة والضفة الغربية.
ردود الفعل الدولية
لاقى تعيين الشيخ نائبا للرئيس الفلسطيني ردود فعل واسعة، حيث أعربت وزارة الخارجية السعودية عن ترحيبها بالإجراءات الإصلاحية التي اتخذتها القيادة الفلسطينية بما في ذلك إنشاء منصب نائب رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ونائب رئيس السلطة الفلسطينية وتعيين حسين الشيخ في هذا المنصب.
وأكدت في بيان لها يوم السبت أن “هذه الخطوات الإصلاحية ستعزز العمل السياسي الفلسطيني مما يسهم في جهود استعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وفي مقدمتها حق تقرير المصير من خلال إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية”.
من جانبها اعتبرت وزارة الخارجية الأردنية تعيين حسين الشيخ نائبا لرئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ونائبا لرئيس السلطة الفلسطينية “خطوة إصلاحية هامة ضمن الإجراءات التحديثية التي تتبناها الدولة الفلسطينية”.
كما رحبت مصر بتعيين القيادي الفلسطيني حسين الشيخ في منصب نائب رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ونائب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
وجاء ذلك في بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية حيث أكدت القاهرة دعمها لهذه الخطوة مشيرة إلى أنها “تأتي في إطار جهود السلطة الفلسطينية لتعزيز الجبهة الداخلية واستعادة حقوق الشعب الفلسطيني”.
هنأ وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي الشيخ خلال اتصال هاتفي بمناسبة اختياره لهذا المنصب الجديد معربا عن تمنياته له بالتوفيق في “جهوده وجهود السلطة الفلسطينية لاستعادة حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ القضية الفلسطينية” وفقا لبيان وزارة الخارجية المصرية.
كما هنأ وزير الخارجية التركي هاكان فيدان حسين الشيخ على توليه منصبه الجديد وذلك خلال اتصال هاتفي بين الطرفين مؤكدا دعم بلاده للشعب الفلسطيني حتى تحقيق حقوقه الوطنية وفي مقدمتها “تجسيد الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية”.
من جهة أخرى رحبت كل من البحرين والإمارات بالقرار معتبرتين إياه خطوة نحو الإصلاح.