أخبار

جنود الاحتلال تقتحم مستشفى ابن سينا في جنين متخفياً في ملابس نساء

تتجه إسرائيل نحو إشعال مدينة جنين في الضفة الغربية من خلال اقتحامها لمستشفى ابن سينا. تستخدم إسرائيل قوة خاصة ترتدي ملابس نسائية ويدعون أنهم أطباء لإغتيال ثلاثة شبان فلسطينيين بزعم انتمائهم للفصائل المسلحة في الأراضي المحتلة وتنفيذهم عمليات استهداف للقوات الإسرائيلية في مدن الضفة.

لم تكن القوة الخاصة الإسرائيلية تحترم حرمة المستشفيات وقامت بإطلاق النار على فرق الطوارئ والأطباء والمرضى داخل مستشفى ابن سينا في مدينة جنين، وذلك لتنفيذ عملية الاغتيال التي تم التخطيط لها من قبل جهاز الشاباك والموساد. وهذا يعكس عدم احترام إسرائيل للقوانين الدولية وحقوق الإنسان بسبب استخدام آلة القتل العسكرية داخل المستشفيات.

دخل جيش الاحتلال الإسرائيلي بأسلحته إلى داخل المستشفى لاغتيال الشبان الفلسطينيين، وأكد مسؤول طبي فلسطيني أنه لم يكن هناك أي تبادل لإطلاق النار، بل كانت العملية عملية قتل مدبرة من القوة الإسرائيلية للشبان الفلسطينيين.

زعمت جيش الاحتلال الإسرائيلي، بدون أدلة، أن المسلحين يستخدمون مستشفى ابن سيناء كملاذ للاختباء، وأن أحد الشباب الذين قتلوا كان يقوم بتهريب الأسلحة والذخائر لغيرهم لتنفيذ هجوم مخطط له، وهذه ادعاءات صعبة التوثيق حيث أن أحد الشهداء الفلسطينيين يتلقى العلاج منذ عدة أسابيع في المستشفى وهذا معروف لإدارة المستشفى.

كانت هناك مقاطع مصورة مسجلة بواسطة كاميرات أمنية في مستشفى في جنين، وتم تداولها عبر وسائل التواصل الاجتماعي. في هذه المقاطع، يمكن رؤية نحو عشرة جنود متخفيين، معظمهم مسلحون، يقمون بالتنكر بزي النساء والحجاب أو يتنكرون بزي العاملين في المستشفى ويلبسون معاطف الأطباء البيضاء. وكان أحدهم يرتدي قناع جراحي ويحمل بندقية في يده وكرسي متحرك في يده الأخرى.

لقد تمت معايرة من قبل عدد من الدول والمؤسسات الإقليمية والدولية لاقتحام جيش الاحتلال الإسرائيلي للمستشفيات في قطاع غزة، التي تعد مركزاً لإيواء النازحين، وكذلك المنشآت المدنية ذات الطبيعة الخاصة التي تقدم الرعاية اللازمة للفلسطينيين المصابين، وتمثل شريانًا حيويًا لعشرات الآلاف من الفلسطينيين المصابين.

وكشف الدكتور توفيق الشوبكي، المدير الطبي لمستشفى ابن سينا في جنين، عن اللحظات الأولى لاقتحام القوة الخاصة الإسرائيلية للمستشفى. وأكد أن القوة المتنكرة اقتحمت غرفة المريض باسل غزاوي، الذي يتلقى العلاج في المستشفى منذ أكتوبر الماضي، وكان يرافقه شقيقه محمد وصديقهما محمد جلامنة. قام أفراد القوة الإسرائيلية بإطلاق النار على الشبان الفلسطينيين الثلاثة وهم نائمون. ولم يتم سماع أصوات إطلاق النار في المستشفى، ولكن بعد خروجهم من الغرفة، هددوا الكادر الطبي بأسلحتهم واعتدوا على أحد أعضاء الكادر الطبي بالضرب. تعرضت ممرضة كانت تقف أمام مدخل المستشفى للإصابة بجروح أثناء انسحاب القوة.

في هذا السياق، قام فلسطينيون بتداول مقطع فيديو يوثق لحظة دخول قوة خاصة من جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى مستشفى ابن سينا في جنين بالضفة الغربية، حيث انتحلوا هوية فرق الرعاية الطبية.

ما حدث في مستشفى ابن سينا يؤكد استمرار تصعيد إسرائيل في أنحاء الضفة الغربية من خلال قتل الفلسطينيين واعتقال المئات ومصادرة الأراضي، وهذا يمكن أن يؤدي إلى تفجير الوضع في الضفة الغربية.

وتقوم المشاهد من مستشفى ابن سينا في جنين بتأكيد أنّ جرائم الاحتلال الإسرائيلي لا تقتصر فقط على قطاع غزة، بل تشمل جميع المناطق الفلسطينية بما في ذلك الضفة الغربية والأراضي التي يحدها الخط الأخضر.

يستمر جيش الاحتلال الإسرائيلي في تنفيذ عملياته العسكرية في قطاع غزة لمدة 115 يوما متواصلة، مما أدى إلى ارتفاع عدد الضحايا إلى حوالي 27 ألف شهيد وأكثر من 65 ألف جريح، على الرغم من دعوة المحكمة الدولية للعدل الجانب الإسرائيلي لاتخاذ عدد من الإجراءات لمنع إرتكاب جرائم إبادة جماعية ضد المدنيين في غزة، ولكن الحكومة اليمينية المتطرفة بقيادة بنيامين نتنياهو لم تلتزم بتلك الإجراءات حتى الآن.

وقد أكد مراقبون أن هذا التصعيد يحدث في نفس الوقت مع مخاوف إقليمية وتحذيرات أمريكية وأوروبية من الأضرار التي قد تنجم عن استمرار إسرائيل في تنفيذ سياساتها التي تتعارض مع القانون الدولي ضد سكان الضفة الغربية. ويركزون على أن هذه الانتهاكات في الضفة الغربية تتزامن مع قرار وزير الأمن القومي الإسرائيلي، ايتمار بن غفير، في تجديد تراخيص حيازة الأسلحة لأكثر من 26 ألف مستوطن إسرائيلي متطرف الذين تورطوا في شن هجمات على الفلسطينيين في القرى الفلسطينية في الضفة الغربية وأسفروا عن مقتل وإصابة العديد منهم.

ووفقًا لتقرير مركز معلومات فلسطين “معطى”، قد قام المستوطنون الإسرائيليون بأكثر من 2000 هجوم خلال العام الماضي ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، حيث كانت الأشهر الثلاثة الأخيرة تشهد النسبة الأعلى من هذه الهجمات.

يشير تقرير من هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية إلى أن أعداد الفلسطينيين الذين قتلوا بواسطة المستوطنين في نفس العام بلغت ٢٢ ، بما في ذلك ١٠ منهم بعد بدء الحرب.

وبحسب وحدة الرصد والتوثيق في الهيئة، فقد تحصل أكثر من 26 ألف مستوطن على السلاح وتلقوا تدريبات استثنائية.

أكدت وزارة الصحة الفلسطينية أن هناك ما لا يقل عن 198 أسرة فلسطينية، تنتمي إلى 15 تجمعاً رعوياً وبدوياً في الضفة الغربية، قد تم تشريدها من منازلها منذ بدء الحرب. عدد أفراد هذه الأسر يصل إلى 1208 شخصاً، بما في ذلك 586 طفلاً.

في إطار الرد، طالبت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة، الهيئة العامة للأمم المتحدة والمؤسسات الدولية والمنظمات الحقوقية بوضع حد للأعمال العدائية اليومية التي يقوم بها الاحتلال ضد شعبنا ومراكز الرعاية الصحية في قطاع غزة والضفة الغربية، وتأمين الحماية الضرورية لمراكز العلاج وفرق الإسعاف.

وفي بيانها، أوضحت الكيلة يوم الثلاثاء أن ثلاثة شبان فلسطينيين قُتلوا على يدي قوات الاحتلال التي داهمت مستشفى ابن سينا في جنين وأطلقت النار عليهم داخل أقسام المستشفى. وأشارت الكيلة إلى أن هذه الجريمة تأتي بعد أن قامت قوات الاحتلال بعدة جرائم في حق مراكز العلاج وفرق الإسعاف.

قالت وزيرة الصحة الفلسطينية إنه وفقًا للقانون الدولي، يتم توفير حماية عامة وخاصة للمواقع المدنية، بما في ذلك المستشفيات، وذلك وفقًا لاتفاقية جنيف الرابعة والبروتوكولين الإضافيين الأول والثاني لاتفاقيتي جنيف لعام 1977 ولاهاي لعام 1954.

بعد اغتيال الشبان الفلسطينيين الثلاثة، دعت الفصائل الوطنية الفلسطينية بجنين إلى الإضراب والنفير العام.