اقتصاد

الدولار يرتفع لأعلى مستوى له بعد إعلان فوز ترامب بالانتخابات الأمريكية

ارتفع الدولار الأمريكي إلى أعلى مستوى له خلال عام، بعد إعلان فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024، وسط توقعات بأن سياساته ستبقي أسعار الفائدة الأمريكية مرتفعة.

وأفادت وكالة بلومبرج بأن الدولار شهد ارتفاعًا مقابل جميع العملات الرئيسية، مع توقعات بأن تؤدي زيادة عائدات السندات الأمريكية إلى جذب المزيد من الاستثمارات إلى الولايات المتحدة، مما ساهم في تعزيز قيمة العملة الأمريكية.

ويعتقد المستثمرون أن سياسة ترامب ستؤدي إلى تباطؤ وتيرة تخفيض أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، مما سيعزز الدولار في النهاية.

وعد ترامب بتقليص الضرائب وفرض تعريفات جمركية مرتفعة على الواردات، مما قد يؤثر سلبًا على عملات بعض أكبر الشركاء التجاريين للولايات المتحدة.

وفي هذا السياق، أشارت بريا ميسرا، مديرة المحافظ في جي بي مورجان لإدارة الاستثمار، إلى أن خطة ترامب المتعلقة بالرسوم الجمركية والضرائب من المتوقع أن تؤدي إلى زيادة التضخم وارتفاع العجز، مما يعني ارتفاع أسعار الفائدة على المدى الطويل.

من ناحية أخرى، شهدت العقود الآجلة لمؤشر الأسهم الأمريكية ارتفاعًا اليوم الأربعاء، بعد إعلان دونالد ترامب فوزه في الانتخابات الرئاسية لعام 2024.

حيث ارتفعت العقود الآجلة لمؤشر “داو جونز” بمقدار 970 نقطة، أي بنسبة 2.3%، كما زادت العقود الآجلة لمؤشر “ستاندرد آند بورز 500” بمقدار 115 نقطة، أو 2%، وارتفعت العقود الآجلة لمؤشر “ناسداك 100” بمقدار 340 نقطة، أي بنسبة 1.7%، وفقًا لما ذكره موقع “إنفستنج” الأمريكي المتخصص في التداول والاقتصاد.

وأعلن المرشح الجمهوري دونالد ترامب عن فوزه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، مؤكدًا أن هذا الانتصار يمنحه “تفويضًا قويًا” لتنفيذ سياساته الاقتصادية المتنوعة.

من المتوقع على نطاق واسع أن يتبنى ترامب سياسات تضخمية أكثر، نظرًا لمواقفه الحمائية بشكل كبير تجاه الهجرة والتجارة.

كما أن الانتهاء السريع من انتخابات عام 2024 يسلط الضوء على نقطة رئيسية من عدم اليقين بالنسبة لأسواق الأسهم، خاصة في ظل الاضطرابات التي رافقت انتهاء الانتخابات الرئاسية لعام 2020.

وقد حسم المرشح الجمهوري دونالد ترامب انتخابات الرئاسة الأمريكية لعام 2024 بفوزه على منافسته الديمقراطية كامالا هاريس، بعد أن تمكن من الحصول على 270 صوتًا من أصوات المجمع الانتخابي، وذلك بعد معركة انتخابية شرسة وملاحقات قضائية لا تزال جارية، وفقًا لما ذكرته صحيفة ذا هيل الأمريكية.

وبفوزه على كامالا هاريس، عاد ترامب إلى البيت الأبيض ليصبح الرئيس الـ47 للولايات المتحدة الأمريكية، حيث ستبدأ فترة رئاسته الجديدة في يناير المقبل وتستمر لمدة أربع سنوات.

حصل المرشح الجمهوري دونالد ترامب على أصوات المجمع الانتخابي في انتخابات الرئاسة الأمريكية بعد تحقيقه الفوز في عدد كبير من الولايات، منها: نورث كارولينا (16 صوتًا)، يوتا (6 أصوات)، أوهايو (17 صوتًا)، كانساس (6 أصوات)، ومونتانا (4 أصوات). كما حقق ترامب انتصارات في ولايات ميسيسبي (6 أصوات)، نورث داكوتا (3 أصوات)، ساوث داكوتا (3 أصوات)، وايومينغ (3 أصوات)، تكساس (40 صوتًا)، نبراسكا (5 أصوات)، ولويزيانا (8 أصوات).

يمثل فوز دونالد ترامب حالة استثنائية في تاريخ الانتخابات الأمريكية، حيث يواجه لائحة اتهامات خطيرة، أبرزها اتهامه بالاحتيال على الولايات المتحدة من خلال منع الكونغرس من التصديق على فوز الرئيس الأمريكي جو بايدن، مما أدى إلى حرمان الناخبين من حقهم في انتخابات نزيهة.

واجه ترامب معركة انتخابية قوية ضد كامالا هاريس، حيث وُجهت إليه اتهامات مشابهة في مقاطعة فولتون بولاية جورجيا، تتعلق بالابتزاز، وهو اتهام يُستخدم عادة لاستهداف أعضاء العصابات الإجرامية، وقد تصل عقوبته إلى السجن لمدة تصل إلى 20 عاماً.

تعود جذور هذه القضية، التي لا تزال معلقة بانتظار قرار محكمة الاستئناف في الولاية بشأن دور المدعي العام، إلى مكالمة هاتفية جرت في 2 يناير 2021، حيث طلب ترامب من براد رافينسبيرجر، كبير مسؤولي الانتخابات في جورجيا، العثور على عدد كافٍ من الأصوات لتجاوز خسارته الضيقة في الولاية، لكن رافينسبيرجر رفض الاستجابة لهذا الطلب.

وفي أبريل الماضي، بدأت في نيويورك أول محاكمة جنائية ضد ترامب، وبعد جلسات استمرت حوالي شهر، تم إدانته بتهمة دفع أموال بشكل سري لنجمة أفلام إباحية خلال حملته الانتخابية لعام 2016، وهي القضية المعروفة إعلامياً باسم “أموال الصمت”.