أخبار

استشهاد أحد العناصر المصرية المكلفة بالتأمين برفح في اشتباك مع الجيش الإسرائيلي

أكد الجيشان المصري والإسرائيلي وقوع تبادل إطلاق نار اليوم الاثنين عند الحدود بينهما في منطقة معبر رفح. هذه الحادثة النادرة تثير تساؤلات حول تأثيراتها وتداعياتها.

على الرغم من اعتراف الطرفين بشكل مقتضب بحادثة إطلاق النار في منطقة الشريط الحدودي بينهما، أكدت وسائل إعلام إسرائيلية سقوط قتيل على الأقل في الجانب المصري نتيجة لتبادل إطلاق النار صباح اليوم بين الجانبين.

أفادت هيئة البث وصحيفة معاريف الإسرائيلية بأن جنديًا مصريًا قُتل وأصيب آخرون من الجانب المصري في تبادل إطلاق نار بين الجيش الإسرائيلي وجنود مصريين عند معبر رفح.

وأشارت هيئة البث إلى عدم وجود إصابات بين جنود الجيش الإسرائيلي بعد تبادل إطلاق النار مع القوات المصرية.

وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن الرقابة العسكرية سمحت بالنشر حول واقعة تبادل إطلاق النار بين الجيشين الإسرائيلي والمصري عند معبر رفح، بعد أن كانت قد حظرت النشر عند ورود الأخبار الأولى عنها.

كيف وقع الحادث!

تأكدت وسائل الإعلام الإسرائيلية من أن الجانب المصري هو من بدأ بإطلاق النار، وذلك حسبما نقلت إذاعة جيش الاحتلال ووسائل إعلام أخرى.

وأفادت القناة الـ14 الإسرائيلية بأن جنودًا مصريين أطلقوا النار على جنود إسرائيليين داخل معبر رفح، ولم يتم تسجيل أي إصابات.

وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن الأمن المصري أطلق النار على شاحنة إسرائيلية، ورد جنود إسرائيليون بإطلاق النار مما أدى إلى وقوع إصابات.

اعترافات بعد ساعات من وقوع الحادث

في البداية، أشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أن قوات الجيش ردت بإطلاق النار كتحذير، ولكنها عادت في وقت لاحق لتؤكد وقوع “اشتباك” أو تبادل لإطلاق النار بين الجانبين، مما أسفر عن مقتل جندي مصري واحد على الأقل.

وأكدت إذاعة جيش الاحتلال أن تبادل إطلاق النار مع القوات المصرية تم باستخدام الأسلحة ولم يشترك فيه الدبابات، وأن القوات الإسرائيلية المشاركة في التبادل تنتمي إلى اللواء 401 المدرع.

في البداية، تم تسريب معلومات عن الحادثة عبر الصحف الإسرائيلية قبل أن يعلن جيش الاحتلال رسمياً عن وقوع إطلاق نار بين جنود تابعين له وقوات مصرية في معبر رفح البري الفاصل بين قطاع غزة ومصر.

وأعلن الجيش الإسرائيلي اليوم أنه يجري تحقيقاً في التقارير التي تفيد بتبادل إطلاق النار بين جنوده والمصريين قرب معبر رفح الحدودي مع غزة.

وأضاف الجيش في بيانه “قبل ساعات قليلة (اليوم الاثنين) وقع حادث إطلاق نار على الحدود المصرية. ويتم حالياً مراجعة الحادث وهناك مناقشات جارية مع المصريين”.

وفي وقت لاحق، أعلن المتحدث العسكري المصري العقيد أركان حرب غريب عبد الحافظ عن إجراء تحقيق من قبل الجهات المختصة بشأن حادث إطلاق النار في منطقة الشريط الحدودي في رفح.

وقال المتحدث العسكري المصري في بيانه “تقوم القوات المسلحة بتحقيقات بواسطة الجهات المختصة حول حادث إطلاق النار في منطقة الشريط الحدودي برفح، الذي أدى إلى استشهاد أحد العناصر المكلفة بالتأمين”.

ضحايا الحادث

أكد الجانب المصري وفاة أحد العناصر المسؤولة عن تأمين منطقة الشريط الحدودي، بينما لم يعلن الجيش الإسرائيلي عن وقوع أي قتيل في الحادثة.

وبينما أفادت عدة وسائل إعلام إسرائيلية بمقتل جندي مصري، ذكر بعضها وفاة اثنين من الجانب المصري وإصابة آخرين.

وأعلنت إذاعة جيش الاحتلال عدم وقوع إصابات بين القوات الإسرائيلية في حادث تبادل إطلاق النار مع القوات المصرية عند معبر رفح.

تأكد الجيشان المصري والإسرائيلي رسمياً أنهما يقومان بتحقيقات حول ما حدث. وأعلن المتحدث العسكري المصري أن القوات المسلحة تجري تحقيقاً بواسطة الجهات المختصة في حادث إطلاق النار في منطقة الشريط الحدودي برفح الذي أسفر عن استشهاد أحد العناصر المكلفة بالتأمين.

من جانبها، أكدت قوات الاحتلال الإسرائيلي أنها تجري تحقيقاً في الحادثة وتتواصل مع الجانب المصري بشأنها.

وأفادت القناة 12 الإسرائيلية بأن هيئة مستقلة ستقوم بالتحقيق في حادث تبادل إطلاق النار مع الجانب المصري.

ونقلت صحيفة ليديعوت أحرونوت عن مسؤول إسرائيلي قوله إن الحادث الذي وقع بين الجيشين عند معبر رفح كان مؤسفاً، وأن هناك حواراً هادئاً يجري بين كبار المسؤولين في إسرائيل ومصر بشأن الحادث.

تزايد التوتر بين القاهرة وتل أبيب بعد اجتياح إسرائيل معبر رفح في مايو الماضي، حيث حذر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من خطورة العملية الإسرائيلية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة.

جاء ذلك خلال استقباله وفدًا من أعضاء الكونغرس الأميركي، بحضور اللواء عباس كامل رئيس المخابرات المصرية.

وجاء التحذير بعد استشهاد وإصابة العشرات في قصف خيام نازحين في منطقة تل السلطان شمال غرب رفح، على الرغم من زعم الجيش الإسرائيلي أنها مناطق آمنة.

تداعيات إطلاق نار بين الجيش المصري والجيش الإسرائيلي

أكد الرئيس المصري ضرورة زيادة الجهود لاحتواء الوضع ووقف الحرب، بهدف وضع حد للمأساة الإنسانية المستمرة التي يعاني منها سكان قطاع غزة ومنع تصاعد الصراع.

شدد الرئيس المصري على خطورة العمليات العسكرية الإسرائيلية في مدينة رفح الفلسطينية وتأثيرها الإنساني والأمني.

وأكد السيسي أيضًا على ضرورة مشاركة المجتمع الدولي بجدية في تنفيذ حل الدولتين وفقًا للقرارات الشرعية الدولية، كونه المسار الذي يحقق العدل والسلام والأمن لجميع شعوب المنطقة.

أثارت أخبار وقوع تبادل إطلاق نار بين الجيش المصري والجيش الإسرائيلي عند معبر رفح ردود فعل واسعة داخل الشارع المصري والإسرائيلي.

وتذكر ناشطون الجندي المصري الشهيد محمد صلاح الذي نفذ العملية التي أسفرت عن مقتل 3 جنود إسرائيليين عند نقطة حراسة قرب معبر العوجة العام الماضي، مشيرين إلى أن جرأته في التخطيط والانطلاق وحده قد تلهم جنودًا آخرين لا يقبلون ما يحدث في غزة من إبادة جماعية.

ويرى الإعلاميون المصريون أن القاهرة سترد بحزم على أي محاولة للمس بأمنها القومي أو لدفع الفلسطينيين إلى “التهجير القسري”.

في الجانب الإسرائيلي، طالب ناشطون بإلغاء اتفاقية السلام مع مصر والاستعداد للحرب معها، بسبب إطلاق جنود مصريين النار على الجيش الإسرائيلي في معبر رفح جنوب قطاع غزة. وفي الوقت نفسه، حذر آخرون من فقدان “أكبر حليف عربي”.

على الرغم من عدم تأكيد أي مصادر رسمية مصرية حتى الآن لهذه الأنباء، وعدم تحدث أي أطراف مصرية عن تداعيات هذا الحادث على العلاقات بين البلدين، إلا أن الخبر أثار ردود فعل واسعة من المدونين الإسرائيليين. وطالب بعضهم بـ”شن ضربة استباقية واستعادة سيناء لإسرائيل، لأن مصر هي دولة عدوة”.

وقال المدون الإسرائيلي عميشاف ميليت “حان الوقت لكشف القناع عن اتفاقية السلام”.

أما المدون “يأجوج ومأجوج” فاتهم رئيس الوزراء السابق مناحيم بيغن بالغباء، قائلاً “أنت رئيس وزراء غبي وفاشل، انظر ماذا فعلت بنا. فقدنا سيناء، وعلقنا في غزة، والجيش المصري يعزز قوته في شبه جزيرة سيناء، وسيتم إلغاء اتفاقية السلام في النهاية.. وسيكون هناك حرب”.

في المقابل، أعرب آخر قائلاً “نفقد حليفًا عربيًا مهمًا، وهو مصر”، بينما أعرب تساحي قائلاً “مصر كانت وستظل عدوًا للأبد”.

المصدر : الجزيرة و وكالات و الصحافة الإسرائيلية