إصرار ترامب على تهجير الفلسطينيين.. هل ينجح في تحقيق ذلك!

كتب: سعيد شريف
في تصريح مثير للجدل أشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى أن “واشنطن قدمت الكثير لمصر والأردن” مما يعكس الضغوط التي يمارسها على البلدين لقبول اقتراح ترحيل الفلسطينيين من قطاع غزة إليهما.
هذا التصريح الذي يحمل طابع الابتزاز السياسي قوبل برفض رسمي من القاهرة وعمان وسط تحذيرات من العواقب الخطيرة التي قد تترتب على ذلك بالنسبة لاستقرار المنطقة.
فيما يتعلق بموقف مصر، فقد أكد السفير هاني خلاف مساعد وزير الخارجية المصري السابق أن الرفض المصري لهذا الاقتراح يستند إلى اعتبارات أساسية أبرزها أن التهجير القسري للفلسطينيين سيؤدي إلى تصفية القضية الفلسطينية من جذورها وهو أمر لا يمكن لمصر قبوله.
كما أضاف خلاف في حديثه أن القاهرة تسعى للحفاظ على توازن علاقاتها مع واشنطن دون الخضوع للابتزاز محذرا من أن الضغط الأمريكي قد يؤثر على المساعدات والدعم التنموي الذي تتلقاه مصر.
يشير السفير المصري إلى أن البديل الوحيد لمثل هذه الاقتراحات هو إيجاد “حل عملي ومرن” يقوم على إقامة دولة فلسطينية مستقلة في إطار حل الدولتين ويتطلب ذلك توافق دولي وإرادة سياسية حقيقية بدل من الاعتماد على حلول مؤقتة تهدف إلى نقل الأزمة دون حلها.
♦ الأردن.. بين الضغوط والرفض الشعبي
من جهته يعتقد الأكاديمي والوزير الأردني السابق أمين المشاقبة أن الضغوط الأمريكية على الأردن تأتي في إطار خطة تهدف إلى تحميله عبء القضية الفلسطينية وهو ما يشكل خطر كبير على الأمن الوطني الأردني.
ويؤكد المشاقبة أن أكثر من 50% من سكان الأردن من أصول فلسطينية بالإضافة إلى وجود 250 ألف فلسطيني يحملون الجنسية الأردنية في الضفة الغربية مما يعني أن أي محاولة للتهجير ستؤدي إلى تغيير ديموغرافي خطير وتهديد لاستقرار الأردن.
ويحذر المشاقبة من أن الرد على الضغوط الأمريكية يجب أن يكون على المستوى الرسمي وأيضا من خلال تحرك شعبي قوي لدعم الموقف الأردني مشير إلى أن أي خطوة نحو تهجير الفلسطينيين ستؤدي إلى إشعال الشارع الأردني مما سيشكل تهديد للاستقرار الداخلي.
♦ ترامب ونتنياهو: تنسيق أم تناقض؟
يبدو أن موقف ترامب قد يكون محاولة لكسب دعم التيار اليميني المتطرف في إسرائيل لكنه في الوقت نفسه يضع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في موقف حرج.
ويشير كناعنة إلى أن نتنياهو يدرك تماما أن تنفيذ خطة التهجير لن يكون في مصلحة إسرائيل حيث سيؤدي ذلك إلى اضطرابات على الحدود مع مصر والأردن وهو ما لا ترغب تل أبيب في مواجهته.
ويضيف كناعنة أن الموقف الإسرائيلي يبدو متأرجحا فبينما تأمل بعض الأوساط الإسرائيلية في التخلص من سكان غزة إلا أن إسرائيل لا ترغب في تحمل مسؤولية هذا القرار بمفردها وتسعى للحصول على دعم أميركي وعربي لتنفيذه وهو ما لم يتحقق حتى الأن.
♦ رفض عربي وتحركات دبلوماسية دولية
واجهت التحركات الأمريكية رفض واسع من الدول العربية حيث أكدت العديد من هذه الدول وخاصة السعودية التزامها بحل الدولتين كخيار وحيد لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
كما أظهرت التصريحات الرسمية أن أي محاولة لفرض حلول غير عادلة ستؤدي إلى تفاقم التوترات في المنطقة.
ويبدو أن الضغوط الأمريكية على مصر والأردن لن تنجح في تغيير موقفيهما خاصة مع استمرار الرفض الشعبي والرسمي لهذه المقترحات فهل سيتراجع ترامب عن خطته أم سيبحث عن وسائل ضغط جديدة؟ هذا ما ستكشفه الأيام المقبلة.